العطاء الذي لا ينضب
قالوا: إن الميرزا المجدد الكبير لما حضرته الوفاة، حضره جمع من خواصه، وفيهم أحد التجار الذين استدان الميرزا منه مالاً لسد العجز في ميزانيته، وكان الميرزا قد أغمض عينيه، ففتحهما وإذا الحاضرين وفي جملتهم التاجر الدائن، وكان التاجر ينظر به ير إلى الميرزا، قال له الميرزا: أنا أعلم في ماذا تفكر أنت، أنت تفكر في أنني لو مت فمن يقضي دينك من بعدي؟ ولكن هل تعلم في ماذا أفكر أنا؟ أنا أفكر في أنه لو قال لي سبحانه: أنك كنت تقدر أن تقترض قروضا أخرى، وتخدم بها الإسلام، وتفرقها في المحتاجين، فلماذا لم تفعل؟ فماذا يكون جوابي؟
إن الرجال الصالحين لا يقتنعون بأن يقدموا ما لديهم، بل يستدينون فوق ذلك، ويقدمونه، فقد ورد أن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم توفي وهو مديون، وأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام استشهد وهو مديون بسبعمائة ألف، وإني أتذكر المرحوم السيد أبو الحسن رحمه الله توفي وهو مديون، والمرحوم الحاج آقا حسين القمي رحمه الله توفي وهو مديون.. فليسرع أهل الثروة في الإنفاق قبل أن تنقطع يدهم عن الدنيا، وقد تحملوا وزر المال إلى الأبد -والعياذ بالله- فليقدم الإنسان ليوم بؤسه وفاقته، وليوم يعيش فيه « المرء في ظلِّ صدقته ».

اسم الكتاب أنفقُوا لكي تتقدمو
الكاتب آية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي أعلى الله مقامه
الناشر مؤسسة الأنوار الأربعة عشر الثقافية
المطبعة دار المؤمل للطباعة والنشر
رقم الطبعة الطبعة الاولى
رابط القراءة رابط التحميل
قراءة الكتاب تحميل الكتاب

الأحسائي أحد أعضاء فريق الراية الحسينية القائم على شبكة الراية الحسينية، عاشق لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته الطيبين الطاهرين.