من بطولات قمر بني هاشم العباس عليه السلام
في بعض أيام صفين خرج من جيش أمير المؤمنين عليه السلام شاب يعلو وجهه نقاب تعلوه الهيبة وتظهر عليه الشجاعة وكان يقدر عمره بخمسة عشر عاما وأخذ يطلب المبارزة من أصحاب معاوية فهابه الأعداء، فندب معاوية إليه واحدا من أشجع أهل الشام يسمى أبو الشعثاء، فقال: (يا معاوية إن أهل الشام يعدونني بألف فارس، فلا أخرج إليه، وإنما أرسل إليه أحد أولادي).
وكان عدد أولاده سبعة فأرسل ابنه الأول فبارز صاحب النقاب فقتله صاحب النقاب، ثم أرسل أبو الشعثاء ابنه الثاني فقتله أيضا،فأرسل الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع، فقضى عليهم جميعا،فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، فبرز إلى صاحب النقاب وهو يظن أنه قاد ُ ر على مواجهة ألف فارس مثله،وقال: (لأثكلنَّ عليك أمك) فشد عليه صاحب النقاب وألحقه بأولاده السبعة.
فهاب كل أصحاب معاوية ذلك الرجل، ولم يجرؤ على مبارزته أحد فيما بعد و أدهش هذا الموقف ليس العدو فقط وإنما الصديق أيضا، وعرف أصحاب الإمام علي عليه السلام من هذه البسالة أنها لا تعدو الهاشميين، ولكنهم لم يعرفوا من هو ذلك البطل الباسل، فلمَّا رجع إلى مخيم الإمام أزال النقاب عن وجهه، فإذا هو قمر بني هاشم العباس عليه السلام.

اسم الكتاب وجاء العباس عليه السلام
الكاتب آية الله السيد هادي المدرسي
الناشر مؤسسة الأنوار الأربعة عشر الثقافية
المطبعة دار المؤمل للطباعة والنشر
رقم الطبعة الطبعة الاولى
رابط القراءة رابط التحميل
قراءة الكتاب تحميل الكتاب

الأحسائي أحد أعضاء فريق الراية الحسينية القائم على شبكة الراية الحسينية، عاشق لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته الطيبين الطاهرين.