لماذ نهى الإمام علي عليه السلام عن مشورة النّساء؟

ورد في نهج البلاغة، أنّه فيما أوصى به الإمام علي عليه السلام لابنه الإمام الحسن عليه السلام كما قيل: “… وإيّاك ومشاورة النّساء فإنّ رأيهنّ إلى أفْنٍ، وعزمهنّ إلى وهن…”. وهذا الكلام يتمحور حول الأمور التي يغلب فيها طابع التعقّل على جانب الأحاسيس والعواطف، حيث يقتضي الأمر في موارد السياسة والحاكميّة مشاورة من له تجربة أدّت إلى الاطمئنان بكمال عقله وعدم تأثره بالعواطف. والمعروف أنّ النساء لا يخضن في هكذا تجارب، لذلك قال عليه السلام: “فإنّ رأيهنّ إلى أفن”، أي إلى نقص وزوال، وقال عليه السلام:”وعزمهنّ إلى وهن” أي إلى ضعف. وهذا يعني أنّه ليس لهذه المرأة تجربة أتاحت لها أن تعطي رأياً ثابتاً مستقرّاً وقويّاً. ولكن إذا علم الرجل أنّ لها تجربة كافية فلا مانع من استشارتها. وقد نُقل عن الإمام علي عليه السلام في بحار الأنوار قوله:”إيّاك ومشاورة النساء إلاّ من جرّبت بكمال عقلها”.
والنهي عن المشورة لم يقتصر على النساء، بل ورد النهي عن مشاورة الرجل الجبان والبخيل والحريص.
إذاً فالمسألة مرتبطة بدور خاص رُسم للمرأة، وهو غلبة الأحاسيس والعاطفة، وهذا دور يشكّل مع دور الرجل تكاملاً اجتماعيّاً. وهذا ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام في نهاية قوله عن عدم المشاورة، بقوله:”فإنّ المرأة ريحانة وليست قهرمانة”، فهي ذات أحاسيس رقيقة ومشاعر وعواطف شديدة، وليست ذات دور كالقهرمانة فهي ليست حاكمة، والحاكميّة لا تناسب عاطفتها.

اسم الكتاب ماذا تسأل الفتيات؟
إعداد مركز نون للتأليف والترجمة 
الناشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
الإعداد الإلكتروني شبكة المعارف الإسلامية
رقم الطبعة الطبعة الاولى – ٢٠١٠ م – ١٤٣١ هـ 
رابط القراءة رابط التحميل
قراءة الكتاب تحميل الكتاب

الأحسائي أحد أعضاء فريق الراية الحسينية القائم على شبكة الراية الحسينية، عاشق لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته الطيبين الطاهرين.