ما هو مفهوم السعادة الواقعيّة؟

السعادة الواقعيّة هي في تحقيق الهدف الذي من أجله خُلقَ الإنسان، وليست هي إشباع الغرائز والشهوات.
فالإنسان السعيد هو الذي يلتزم خطّ التوحيد عقائديّاً بكلّ ما للتوحيد من تفصيل، ويلتزم العمل بالجوارح بما يناسب خطّ التوحيد، وذلك بأن يوافق ظاهره باطنه. والسعادة الحقّة هي أن يموت الإنسان وهو على خطّ الاستقامة، وبذلك يحفظ آخرته التي هي الحياة الحقيقيّة، وهذا ما نلاحظه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي وعده الله تعالى بالجنّة (كما في سورة الإنسان)، ومع ذلك لم يعلن فوزه إلّا عندما استدعى الأمر التأكيد على التزامه التوحيد قلباً وعملاً إلى آخر حياته، فقد نُقل عنه عليه السلام أنّه حين ضربه ابن ملجم (لعنه الله)، قال: “فزت وربّ الكعبة”، فلم يعلن فوزه إلّا عند اقترابه من الاستشهاد وهو على دين التوحيد.
أمّا إشباع الغرائز في الدنيا فلا يحقّق السعادة الحقيقيّة، لأنّ الدنيا دار ممرّ وليست دار مقرّ، وكلّ من ارتبط بخطّ التوحيد كلّ حياته فسينال السعادة الحقّة، قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾(الفجر27-30)، هذه هي السعادة الحقيقيّة.

اسم الكتاب ماذا تسأل الفتيات؟
إعداد مركز نون للتأليف والترجمة 
الناشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
الإعداد الإلكتروني شبكة المعارف الإسلامية
رقم الطبعة الطبعة الاولى – ٢٠١٠ م – ١٤٣١ هـ 
رابط القراءة رابط التحميل
قراءة الكتاب تحميل الكتاب

الأحسائي أحد أعضاء فريق الراية الحسينية القائم على شبكة الراية الحسينية، عاشق لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته الطيبين الطاهرين.